خصومة
خصمانِ الا أنّنا نتحججُ
والشوقُ تحت عنادنا يتأججُ
خصمانِ نقتلُ بعضنا بحماقةٍ
وكأنَّ واحدنا هناكَ مهرجُ
كم ندّعي إن الفراقَ مناسبٌ
وخيول خيبتنا ببؤسٍ تُسرجُ
ونظلُّ نبحثُ عن خطايا بعضنا
حتماً كلانا مستبدٌ مزعجُ
هي لا تريد الصلحَ أمّا قلبها
متمنياً هذا ولكن محرجُ
وأنا كطفلٍ أدّعي إكذوبةً
. أني قوىٌ لا أخاف فأهزجُ
لكنني والله لو أبصرتها
قلبي إليها من ضلوعي يخرجُ
حتامَ نحظرُ بعضنا برعونةٍ
والناسُ تحتَ شماتةٍ تتفرجُ
حتام نبكي في المساءِ بدمعةٍ
حرّى ..إذن والله إنّا سُذّجُ
كم مرةٍ تصفو الحياة بعشقنا
وقلوبنا في وصلها تتغنجُ
ونعيش أحلى قصةٍ في عصرنا
هي في الحقيقة للهوى إنموذجُ
كحكايةٍ في الحلمِ حتى إنها
من عشقنا أحلى الحكايا تنسجُ
ولَكَم حلمنا أن نعيشَ حياتنا
بجزيرةٍ في خلوةٍ نتزوجُ
فأحسُّ فيها كالأميرةِ وحدها
وعلى مرايا أعيني تتبرجُ
ونعيشُ أيام الصفاءِ بجنةٍ
وإمامنا بحر الهنا يتموجُ
لكن ربيع الوصلِ يرحلُ دائماً
ويجيء فصلُ خريفنا يتوهجُ
فيضيعُ منا بالعنادِ غرامنا
كلٌّ لخيبةِ قلبهِ يتدحرجُ
مفضوحةٌ أشواقنا في أدمعٍ
فيها المحبةُ والصبابةُ تُمزجُ
الكلُّ يدري أننا مهما انتهت
أيامنا فإلى رجوعٍ ندرجُ
أنظلُ في كرٍّ وفرٍّ هكذا؟
فمتى نملُّ من الخصامِ وتفرجُ
كمراهقَين نعيشُ أيام الهوى
فمتى؟ أبعد الأربعين سننضجُ
خالد الباشق