الأربعاء، 26 أبريل 2017

عَلَى مَسافَاتِ بُعدٍ قَد تَفيضُ مَعي --- بقلم الشاعرة العراقية نسرين كرم

عَلَى مَسافَاتِ بُعدٍ قَد تَفيضُ مَعي
         عَرفتُ انّك تأتي اليَوم كالنَزَعِ

وَ كانَ حُبّكَ في الأيّامِ خَارِطَتي
     وَ اليومُ أفقدَ مَعنى البوحِ وَ الوَرعِ


سَيَمكثُ الحبّ في صَمتي وَ قَافيتي
       بعدَ الرَحيلَ تَمادَى القلبُ بالهَلعِ

يقلّبُ الأمسُ أفكاري وَ يُربكُها
    فيمكثُ القلبُ في صَمتٍ من الجزعِ

لو عاوَدَ العشقُ أيّامي وَ جدّدَها
    ما كُنتُ أقنعُ في عشقٍ منَ الطمعِ

لكنّها الآه ُ فَرضٌ هدّ لي رِئَتي
         وَ تَستَحيل بكاء ً دونما  ورعِ

ألغيتُ عُمراً تَمادى كم يُشتّتني
 وَرُحتُ أعزفُ لحنَ الشوقِ في سَجَعي

وَكمْ منَ الصَمتِ في آفاقِ ذاكِرَتي
        تكوّم الصمتُ بين الحق والبدع

أُعاودُ الحبّ مَهزوما" و منكسرا"
         ماعاشَ حبّكَ باللّذاتِ والخُدعِ

كمْ رَاودتني ظنونٌ بَعدَ تَجربتي
     بعدَ التغرّبِ لا حبٌ يَعيشُ معي

أفنيتُ دَهري وَ كم عانيتُ مُنعدِما"
    أنعى السَعادةَ لو يَرضى الحبيبُ نعي

مَا كانَ عِشقاً وَ لكن كلّهُ كذبٌ
         بل إنّه الهمُ أضناني عَلى وَجَعي

يزيدُ مِن زَخّة الدَمعاتِ في مُقَلي
      حزنُ الفِراقِ وَلَم يشبعْ من الجشعِ

بَعضي تَلاشى وَ ثقلُ الآهِ تتعبُني
      حتى تهاوتْ غيومُ الحزنِ والهلع

ذابتْ حُروفي أنيناً حينَ أكتُبها
         تبثُ للشعرِ أشواقي عَلى وَلعي

بيادر العشقِ في قلبي تقطعه
 وينثرُ الشوقُ في دربِ الهَوى قِطعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق