الخميس، 10 ديسمبر 2020

خصومة… بقلم خالد الباشق

 خصومة


خصمانِ الا أنّنا نتحججُ

    والشوقُ تحت عنادنا يتأججُ


خصمانِ نقتلُ بعضنا بحماقةٍ

         وكأنَّ واحدنا هناكَ مهرجُ


كم ندّعي إن الفراقَ مناسبٌ

    وخيول خيبتنا ببؤسٍ تُسرجُ


ونظلُّ نبحثُ عن خطايا بعضنا

        حتماً كلانا  مستبدٌ  مزعجُ


هي لا تريد الصلحَ أمّا قلبها

          متمنياً هذا ولكن محرجُ


وأنا كطفلٍ أدّعي إكذوبةً

.        أني قوىٌ لا أخاف فأهزجُ


لكنني والله لو أبصرتها

   قلبي إليها من ضلوعي يخرجُ


حتامَ نحظرُ بعضنا برعونةٍ

       والناسُ تحتَ شماتةٍ تتفرجُ


حتام نبكي في المساءِ بدمعةٍ

        حرّى ..إذن والله إنّا سُذّجُ


كم مرةٍ تصفو الحياة بعشقنا

         وقلوبنا في وصلها تتغنجُ


ونعيش أحلى قصةٍ في عصرنا

  هي في الحقيقة للهوى إنموذجُ


كحكايةٍ في الحلمِ حتى إنها

   من عشقنا أحلى الحكايا تنسجُ


ولَكَم حلمنا أن نعيشَ حياتنا

          بجزيرةٍ في خلوةٍ نتزوجُ


فأحسُّ فيها كالأميرةِ وحدها

          وعلى مرايا أعيني تتبرجُ


ونعيشُ أيام الصفاءِ بجنةٍ

          وإمامنا بحر الهنا يتموجُ


لكن ربيع الوصلِ يرحلُ دائماً

     ويجيء فصلُ خريفنا يتوهجُ


فيضيعُ منا بالعنادِ غرامنا

          كلٌّ لخيبةِ قلبهِ يتدحرجُ


مفضوحةٌ أشواقنا في أدمعٍ

      فيها المحبةُ والصبابةُ تُمزجُ


الكلُّ يدري أننا مهما انتهت

          أيامنا فإلى رجوعٍ ندرجُ


أنظلُ في كرٍّ وفرٍّ هكذا؟

   فمتى نملُّ من الخصامِ وتفرجُ


كمراهقَين نعيشُ أيام الهوى

    فمتى؟ أبعد الأربعين سننضجُ


خالد الباشق

الخميس، 24 سبتمبر 2020

مجنونا عشق…. بقلم خالد الباشق

 مجنونا عشق….

مجنونةٌ وأنا بها مجنونُ
أودت بنا نحو الهلاكِ عيونُ
قلبانِ قد أضناهما هذا الهوى
فمن أبتلاهُ العشقُ كيفَ يكونُ؟
فمتى يحينُ لقاؤنا كي تنتهي
في النفسِ مما نتقيهِ ظنونُ
ما نلتُ وصلاً كلّما ناديتها
فلأي شيءٍ في الوصالِ أهونُ
معذورةٌ هي مثل حالي حالها
ولها كحالي في البِعادِ شؤونُ
ماقد رآني الناس أطلبُ وصلها
إلا وقالوا ـ العاشقُ المفتونُ
ولو التقينا أو بَعُدنا في الهوى
ضجّت بنا في الحالتينِ شجونُ
لولا وضوحُ الشوقِ في أوصالنا
ما حُلّّ فينا الجوهرُ المكنونُ
إن حدثوني عن هواي أجبتهم
هذا هواها في فمي مقرونُ
وذكرتها عند المغيبِ بلوعةٍ
فتسعّرت بي للهيامِ أُتونُ
ماذا سأفعلُ واللقا متعسّرٌ
والقلبُ من أشواقهِ مشحونُ
رُقيتُ منها ما شُفيتُ أظنّني
عقلي بجنِّ هيامها مسكونُ
حاربتُ جيشَ الهجرِ حتى خانني
وصلي ـ وها أنا عندهُ مسجونُ
وأطيلُ في وصفي وأدري سادتي
حتماً هوانا كلهُ المضمونُ
ياقاضيَ العشاقِ تجهلُ حالنا
فالعشقُ فينا سيدي قانونُ
خالد الباشق

الاثنين، 10 أغسطس 2020

كلمتُ مرآتي - خالد الباشق

 كلمتُ مرآتي لعليَّ أبصرُ

فيها خيالكَ أو كطيفٍ تحضرُ وأراكَ في عيني فترجعُ ضحكتي فأنا بيَّ الحزنُ الطويلُ مسيطرُ قلبي الذي وهبَ الهوى شريانهُ النبض فيـــهِ مقطّــعٌ متضررُ لو كنتَ تدري ما أصاب نواظري فلقد رمتها منكَ ريحٌ صرصرُ كلمتُ مرآتي وكدّتُ بلحظةٍ لولا التردد صارخاً أتهورُ كلمّتها فرأيتُ وجهاً شاحباً وخرائباً تحت العيون تصفّرُ وتألمت روحي وذقتُ مواجعاً كولادةِ البكرِ التي تتعسرُ وحدي بهذا الهمِّ يعصرني الهوى وكأن قلبي للأذى مستَأجَرُ في كلِّ زاويةٍ بهجري حسرةٌ الا بوصلكَ فالشعور مدوّرُ وكأنَّ قربكَ يا حبيبي ملحدٌ ونيابةً عن كفرهِ أستغفرُ ماعاد روضُ الحبِّ يغري مهجتي وهو الجميلُ وفيه يحلو المنظرُ مادمتَ عن عيني حبيبي غائباً لم يحلُ عندي الآن حتى السُكرُ متشتتُ الأحوال كلي ضائعٌ كلُّ الأمور بداخلي تتكررُ أنا مثلُ رابطةِ الأواصرِ لم تزل منقوصةٌ قد غاب فيها عنصرُ قلبي يقاوم رغبةً في داخلي ماالحلُّ كي القاك؟ .. لا لا أصبرُ انا ذلك المحبوسُ في زنزانتي حولي همومي والمصائبُ عسكرُ حتى القصائدُ أصبحت مشلولةً ويدي مع الأقلام ..حتى الدفترُ كلُّ الوجوهِ بسَعدها محمرةٌ الاكَ. يا وجهي لوحدكَ أصفرُ خالد الباشق

الأحد، 2 أغسطس 2020

آخر العنقود - بقلم خالد الباشق

آخر العنقود
.................
يا آخرَ العنقودِ مِن أحبابي
قد نلتَ وحدكَ في الهوى إعجابي
ماكنتُ أعرفُ ما أريدُ حقيقةً
في كلِّ يومٍ يكبرُ استغرابي
حتى عرفتكَ فانتهت كل الرؤى
ورأيتُ نورَالدربِ بعد سرابي
فختمتَ يا أغلى الأحبةِ قصتي
وكتبتَ فهرستي بذيلِ كتابي
ووضعتَ مشكوراً حدود نهايتي
وحذفتَ من قصص الهوى ألقابي
شكراً لأنكَ قد عرفتَ بحنكةٍ
أن تحتويني دون أي عقابِ
يا مالكاً قلبي أحبكَ وانتهى
أنتَ الذي أكملتَ نقص نصابي
قد كنتُ قبلكَ عابثاً متمرداً
وبكَ اهتديتُ وأُخُمدت أعصابي
بل كنتُ قبلكَ طائشاً متقلّباً
أنتَ الذي أرجعتني لصوابي
ولَكَم عرفتُ من القلوبِ كثيرةً
وفتنّتُ بالعينينِ والأهدابِ
جربتُ أنواع الغرامِ بأحرفي
متسلقاً في العشقِ كاللبّلابِ
وتعبتُ من طولِ المسيرِ بخافقي
وتهرأت فوق الدروبِ ثيابي
ماكانَ للقصصِ التي رافقتهُا
الا الّذي قد عشته بعذابي
السابقون عطورهم مصنوعةٌ
الاك تملكُ نفحةَ العنّابِ
وعشقتُ فيك الطهرَ دون تلكؤٍ
فأنا الغيورُ وبالنهى إعرابي
ما حاجتي مِن بعد حبكَ للهوى؟
ما حاجتي بعد اللمى لشرابِ؟
كمراهقٍ في الحبِّ كنتُ وأنّني
بكَ لا بغيركَ قد بدأتُ شبابي
سأقطّعُ الماضي وأنسى ذكرهُ
وأمزقُ الأوراقَ في دولابي
كي أبدأ التاريخ عند لقائنا
وأعيد ترتيبي على استيعابي
أنا أولُ الآتين قلبكَ فاتحاً
عيناكَ كانت للهدى اسطرلابي
يا جنةً دخلَ الفؤادُ بصبرهِ
فيها ونلتُ الوصلَ دون حسابِ
من أي لؤلؤةٍ خُلقت بقدرةٍ
سبحانهُ هو موجبُ الأسبابِ
قل أينَ أهربُ والبعادُ يحيطني
بالبيتِ بالأسواقِ في محرابي
أبكيكَ شوقاً يا حبيبُ نواظري
عيناي في الترويعِ كالميزابِ
والآن أعلنُ للجميعِ صراحةً
أغلقتُ بعدكَ في المحبةِ بابي
خالد الباشق
2020/8/2